الاحتلال يحتكر نموذج التعليم المثالي بالقدس
تحاول
"إسرائيل" جاهدة طمس كل ما يتعلق بالفلسطينيين بشتى الوسائل الممكنة،
بداية من تغيير ثقافة وهوية الفلسطيني، وصولا إلى تهويد التعليم في القدس، ومحاولة
فرض الرؤية "الإسرائيلية" على المنهاج الفلسطيني، وإزالة كل ما من شأنه
تذكير الطلاب المقدسيين بفلسطين التاريخية.
ورغم أن
"إسرائيل" تدعي أن شرق القدس جزء من دولتها، إلا أن فرقا شاسعا بين
التعليم فيها وبين غربها، من حيث الوسائل التعليمية، والأبنية الدراسية، والبيئة
التعليمية المتوفرة للطلاب، فعدد الطلاب في الصف الدراسي غرب المدينة لا يتجاوز
(14) طالبا، على غرار المدارس في شرقها والتي تستوعب أكثر من (30) طالبا في الصف
الدراسي.
وتتعدد الأنظمة
التعليمية في القدس، منها المدارس التابعة للبلدية "الإسرائيلية"،
ومدارس تابعة لوزارة المعارف "الإسرائيلية"، ومدارس تابعة للسلطة
الوطنية الفلسطينية تحت اسم الأوقاف، ومدارس لوكالة الغوث، والمدارس الخاصة، مما
يعقد الوضع التعليمي في القدس ويستلزم منها حشد الجهود المادية من أجل دعم القطاع
التعليمي.
أما رواتب المعلمين
فتتباين في مدارس التابعة للسلطة الفلسطينية الـ (20)، والعاملين في المدارس
"الإسرائيلية" بشكل كبير، مما أدى تسرب معلمين ومعلمات من المدارس
التابعة للسلطة، للعمل في المدارس التابعة للاحتلال.
ولكن الوعي الفلسطيني
المقدسي استطاع أن يوقف انتهاكات الاحتلال ضد التعليم، من خلال فتح
مدارس الأوقاف لاستيعاب الطلبة و الحفاظ على هويتهم وعلى المناهج العربية من
التهويد.
ووضحت رئيسة وحدة شؤون
القدس في وزارة التربية والتعليم العالي ديما السمان "أن
مخططات الاحتلال تهدف إلى تجهيل الشعب الفلسطيني، واستهداف عقوله ودفع شبابه إلى
سوق العمل "الإسرائيلي" بأيادي عاملة رخيصة جدا، وتدمير أبنائنا
وتجريدهم من هويتهم الفلسطينية وخاصة الذكور منهم".
وتابعت السمان،
"الاحتلال لا يسمح بدخول المعلمين حاملي هوية الضفة إلى القدس، مما أوجد نقصا
حادا في الصفوف الدراسية وفي المدرسين والتخصصات، وهناك أيضا استهداف للمناهج
التعليمية، حيث تم إعادة طباعة الكتب الفلسطينية، وحذف كل ما له علاقة بالانتماء
الوطني، لأن هدفهم محو الذاكرة الفلسطينية واستبدالها بذاكرة الهولوكوست".
تبقى محاولات الاحتلال
متواصلة للتأثير على الشعب الفلسطيني وهزم إرادته بشتى الأساليب، ولكن عزيمة ونضال
الشعب الفلسطيني أبت أن تخضع لها، وعزمت أن لا ترضخ يومًا لسياسية يصفها
الفلسطينيون بـ "المكشوفة والفاشلة".
No comments:
Post a Comment