مدارس القدس من سطوة مخططات وتدخلات الاحتلال التي خلقت الكثير من المشاكل التعليمية،
مؤثرة سلباً على تنمية مهارات وقدرات الطلبة ومنع التطور الثقافي المطلوب، باعتبار التعليم عاملاً مهمًا في تهويد المدينة وطمس تاريخها،
مستهدفة الطالب والمعلم والمنهاج والأبنية للمدارس.
وفي
حديث خاص لـ هنا القدس ، قال مدير التربية والتعليم في مديرية القدس سمير جبريل،
" الواقع التعليمي في القدس هو حصيلة تعدد أنظمة التعليم المطبقة في ظل غياب سلطة
تربوية تشرف عليها، وتخضعها لسلطة وطنية ذات مرجعية ملزمة".
وأوضح
جبريل، "تعاني المدارس من نقص في عدد الصفوف ، لصعوبة الحصول على رخص بناء من
البلدية، وعدم توفر أراض لهذه الغاية، لتشتري
الوزارة أو تستأجر مبان سكنية لاستعمالها كمدارس، صفوفها مكتظة بالطلبة ولا تتوفر فيها
البيئة التعليمة الجيدة".
وبين
جبريل أن غالبية المدارس المقدسية تفتقر إلى الترميم والصيانة الدورية، خاصة الموجودة
في البلدة القديمة، المفتقرة للمرافق العامة، والملاعب، مما يؤثر سلبا على الطلاب فيها.
وأضاف :" على الرغم من ذلك فإقبال الطلبة عليها كبيرا لتمسك الأهالي بها لوجودها
داخل الأسوار، وللمحافظة على التجمع السكاني داخلها".
وفي
القدس ثلاثة أنواع من المدارس، منها ما هو تابع للسلطة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة
الأوقاف الإسلامية، ومنها تعمل في إطار بلدية الاحتلال والمعارف الإسرائيلية وتضم أكثر
من 60% من طلاب القدس، و20% من المدارس خاصة، ومدارس تابعة لوكالة الغوث، وجميعها تعاني
المشاكل ذاتها، وبالأخص عدم توفر غرف صفية كافية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال،
وتسرب عدد كبير من الطلبة والمعلمين نتيجة لظروف مادية، وهي جزء من المشاكل العامة
التي يعاني منها سكان شرقي القدس نتيجة سياسة الاحتلال العامة، التي يجري تنفيذها بشكل
ممنهج من أعلى المستويات الحكومية الإسرائيلية، سياسة عنوانها الإهمال والحصار بمختلف
أشكاله ومسمياته، والتهجير خارج المدينة عبر العديد من الآليات.
ومن
جهتها، قالت مشرفة المناهج التعليمية في مديرية التربية والتعليم سوسن الصفدي، " الاحتلال يسعى لإلغاء المنهاج الفلسطيني
في مدارس القدس بحذف أجزاء كبيرة من المواضيع المتعلقة بتاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله
واستبداله بمواد تُبرز الرواية الإسرائيلية لتاريخ فلسطين، فأحدث الاحتلال خللا في
أبسط النصوص داخل الكتب، بهدف الوصول الى جيل مغيب عن حضارته وتاريخه وقضيته".
ويظهر
سلاح تهويد مناهج التعليم للطلبة الفلسطينيين، خطراً يتربص بالمواطنين على المدى البعيد،
فتحريف المناهج التربوية وحذف مصطلحات وطنية فلسطينية، ومنع تطوير المباني وتوسعها،
وعزل منازل الطلاب عن مدارسهم عبر الجدار الفاصل، فضلاً عن فتح سوق العمل أمامهم لترك
التعليم، يزعزع سلاح الفلسطينيين الوحيد للدفاع عن قضيتهم.
فيقول
الطالب من المدرسة العمرية يوسف ميزر ، الموجودة في البلدة القديمة لوكالتنا،
" مدرستنا تابعة لبلدية الاحتلال، ونواجه العديد من المشاكل، فالصفوف قديمة ومزدحمة
بالطلبة، والمنهاج يختلف عن المدرس بالضفة وتحذف منه مواد كثيرة خاصة الوطنية منها".
إن
التعليم هو القاعدة الإنسانية الأساسية التي تبني المواطن وتبني معه المستقبل الموعود،
وبإشراف إسرائيلي يستهدف المنظومة الفلسطينية التعليمية، لتهويد عقول الجيل الناشئ
وتحقيق ما قالته رئيسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي غولدا مائير "الكبار يموتون،
والصغار سينسون".
No comments:
Post a Comment